الأربعاء، 28 أغسطس 2013

العلاقات المغربية السعودية اصبحت نقطة بيضاء


احد حقول النفط في السعودية
بوتين لم يتجاوب على الرغم من الضغوط التي يمارسها الغرب

السعودية تعرض على روسيا صفقة نفطية سرية مقابل التخلي عن الأسد                                                                                      قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن "المملكة العربية السعودية عرضت على روسيا سرا، صفقة نفطية ضخمة تسمح لروسيا في فرض نفوذها على سوق النفط العالمية وتوفر الحماية لعقود توريد الغاز الروسية، وذلك في مقابل أن يتخلى الكرملين عن تأييده ودعمه لنظام الأسد في سورية". يأتي الكشف عن تلك الصفقة في الوقت الذي تزداد فيه حدة التوتر في الشرق الأوسط، وتستعد فيه البوارج الحربية للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لشن هجمات صاروخية على سوريا. وقد هددت إيران بالانتقام إذا ما تعرضت سوريا لهجوم غربي.
وفي ظل هذه الأجواء المحمومة ارتفعت أسعار برميل نفط برنت الخام إلى 112 دولارا للبرميل. ويقول كريس سكريبويسكي رئيس تحرير مجلة بتروليوم: "نحن على بعد حادث واحد من ارتفاع خطير في أسعار النفط".
وتقول الصحيفة أن "النسخة المسربة من محضر الاجتماع السري الذي عقد بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأمير السعودي بندر بن سلطان، يلقي ضوءاً غير عادي على الواقعية السياسية التي تتأثر بالعواطف في الجانبين الروسي والسعودي".

ويقال بأن الأمير بندر رئيس المخابرات السعودية عرض على الكرملين مزيجا يجمع ما بين الإغراءات والتهديدات، في محاولة لإنهاء حالة الجمود التي تشهدها الأزمة السورية. وقال الأمير بندر في الاجتماع الذي استغرق 4 ساعات "دعنا نراجع معا كيفية وضع استراتيجية روسية - سعودية موحدة حول موضوع النفط. والهدف هو الاتفاق على سعر النفط وكميات الانتاج التي تحفظ استقرار السعر في أسواق النفط العالمية".
وقال أيضا "نحن ندرك المصلحة الكبرى لروسيا في النفط والغاز بالبحر المتوسط، كما نفهم أهمية خط أنابيب الغاز الروسي إلى أوروبا. نحن لا نهتم بالمنافسة معكم في هذا الشأن ونستطيع أن نتعاون معا في هذا المجال". وتشير الصحيفة إلى أن مثل هذا الكلام لابد وأنه يحظى بالدعم الكامل من جانب الولايات المتحدة.
وعلى ما يبدو فإن المحادثات كانت عبارة عن تحالف بين أوبك وروسيا وكلاهما ينتجان ما يزيد عن 40 مليون برميل من النفط يوميا أي 45 بالمئة من الإنتاج العالمي. وتقول الصحيفة أن من شأن هذه الخطوة أن تغير الواقع الاستراتيجي على الساحة.
وكانت الصحافة الروسية هي أول من سرب تلك التفاصيل ثم ظهر المزيد من التفاصيل في صحيفة السفير اللبنانية التي تربطها صلات بحزب الله اللبناني والمعروفة بعدائها للسعودية.
وقالت صحيفة السفير أن الأمير بندر تعهد بحماية القاعدة البحرية الروسية في سوريا في حال سقوط نظام الأسد، ولكنه ألمح أيضا إلى إمكانية شن هجمات إرهابية شيشانية على دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في روسيا في "سوشي" في حال عدم التوصل إلى اتفاق. وزعمت الصحيفة أن الأمير بندر قال "استطيع أن أضمن لك حماية دورة الألعاب الشتوية خلال العام المقبل"، وقال أيضا "إن الجماعات الشيشانية التي تهدد أمن الألعاب الشتوية تحت سيطرتنا".
وقال أيضا أن "الشيشانيين المحاربين في سوريا إنما هم ورقة ضغط قابلة للطي أو التفعيل"، وقال أنهم لا يخشون تلك الجماعات وانهم يستخدمونها في وجه النظام السوري ولكنهم لن يلعبوا دورا في مستقبل سورية السياسي".
وكان بوتين يسعى دائما لتكوين "كارتل" عالمي في مجال الغاز، كما أصدر إعلان موسكو خلال الشهر الماضي للدفاع عن الموردين ومقاومة الضغوط غير العادلة عليهم.
وليس من الواضح ما الذي يمكن أن تقدمه السعودية إلى روسيا في مجال الغاز أكثر من الضغط على قطر وغيرها لخفض إنتاج الغاز الطبيعي المسيل. وذلك في الوقت الذي لن يرضخ فيه القطريون لأوامر السعوديين.
وتستطيع السعودية أن تدعم أسعار النفط بفرض قيود على الإنتاج، ومن شأن ذلك أن يدعم روسيا التي تعتمد في ميزانيتها واقتصادها على النفط بسعر 100 دولار للبرميل.
ولاشك في أن هذه الاستراتيجية خطيرة لاسيما وأن العالم يعاني من تردٍ اقتصادي ويسعى حثيثا للتعافي، كما أن مخزون النفط الخام في الولايات المتحدة قد انخفض بشدة هذا العام.
وهناك مشاكل داخلية تواجه كل من ليبيا ونيجيريا والعراق وتحول دون انتظام توريد النفط.
وتشير التقارير إلى أن "الحوار بين بوتين وبندر كان عاصفا ومليئاً بالتحذير من تحولات درامية في سوريا. ولم يبدِ بوتين استجابة للعرض السعودي على الرغم من الضغوط التي يمارسها الغرب منذ ذلك الاجتماع. وقال أن موقفه من الأسد لن يتغير وأنه يعتقد بأن" النظام السوري هو أفضل من يتحدث باسم الشعب السوري، وليس هؤلاء من آكلي أكباد البشر"، مشيرا بذلك إلى أحد المتشددين من المقاومة السورية وهو يقضم كبد جندي سوري.
وقد رد بندر على ذلك بقوله بانه "لا مفر من الخيار العسكري في حال رفض روسيا غص الزيتون".

تعليقك على الخبر